2015-01-22

ماما

 ماما


جاءنى المخاض... لم أصرخ كعادتي ..... وكعادتي انتظرت وليدى طويلاً وبلا جدوى.... ناديته فرفض المجيء وتعسر كأخوته السابقين فبقيت على حمله بقلبي سنوات فقط ليمل من العدم ويطلب الوجود...... وعندما تناسيته إذا بطفلٍ جميل يقول:
حبيبتي.....................ماما.




هدى حسن محمد محمد 
28/4/2003

حتى لا أرى ضعفي


حتى لا أرى ضعفي
أغمضت عينيّ وأنا مسترخية على المقعد... رأيتني وأنا ذاهبة إلى حيث لا أعلم؛ فسيرت على ذلك ثم تذكرت أنني بحاجة إلى قهوة عندما رأيت مقهى في الطريق .. دخلتها سألني النادل عن طلبي .. طلبت بأن يحضر لي ما أحتاجه .. وبعد وقتٍ طويل جاءني بطلبي ولكن ........ فنجان القهوة كان فارغاً ... نظرت إليه فشكرته وبدأت أشرب .. وأشرب .... حتى انتهى وأنا في حاجه إليه؛ وجاءني النادل بورقة الحساب ... وجدتها فارغة فأعطيته ورقة مالية غير واضحة القيمة وبعدها ... نظرت إلى الأرض وعيناي مفتوحتان .. تنهدت ثم أغمضتها ثانيةً فرأيت من أحببت وهو يهرول إلى غيري رغم علمه بانتظاري له ... تلهفت لرؤيتها وعندئذٍ رأيتها ضباباً وتأكدت بأنه يراها سراباً ... رفعت رأسي ناظرةً إلى السماء .. انهمرت عبراتي .. وحينها أغمضت عينيّ حتى لا أرى ضعفي ثم .. ثم تنبهت لوجود من أحب وهو يقدم إليّ فنجاناً من القهوة قائلاً :
ـ أعتقد أنكِ بحاجة إليه................ نظرت في عينيه قائلة: ليس بهذا ما أنا بحاجة إليه
.

هدى حسن محمد محمد
7/12/2002

حبيبي يرتوي من دموعي


حبيبي يرتوى من دموعى

عندما يحل المساء من كل يوم أفكر في حبيبي داخل بيتنا الصغير... يطلب منى أن أعد له طعاماً...آخذه فى أحضاني قائلةً: إليك ما تشتهي... يلتهمني .. وبعدها يقول: ظمآن...آرويه من ترياقي.. يسألني: أين الحلو؟.
أجيبه عن سؤاله بتلقائية شديدة: أنت.. يندهش أكثر ناظراً في عيني ويسألني بتعجب شديد: عندما أكون أنا الحلو... فماذا تكونين أنتِ؟!.
ـ عجباً لك يا حبيبي... ولما تسأل عنه إذن؟!!.
ـ لأنني حتى الآن لم أشبع منكِ.
وبينما حوارنا المعسول يدور في مخيلتي انتبه لصوت مفاتيحه وبعدها مباشرةً اسمع صوته الحاد كما يكون دائماً وهو يقول: أين الطعام ؟.... أتلعثم.. الط.. الطعام.. الطعام سأعده لك حالاً.
يتقارب حاجبيه معبراً عن مدى غضبه علىّ وكأنني أجرمت لعدم إعدادي للطعام مخافةً أن يأكله بارداً... ذهبت لأعد له طعامه وأنا أتحسر على ما كنت أراه واسمعه من دقائق معدودة في مخيلتي... وعاد حبيبي ثانيةً مكملاَ الحوار الذي انقطع قائلاً برقته التي اعتدتها منه: وحشتيني قوى... ما الذي سرقك منى كل ذلك الوقت.
عاتبته متنهدةً قائلة بعينيّ: أنت.. أنت الذي سرقتني منك.
تعجب وتساءل بعينيه: كيف ؟!.
ـ كنت معك في أسعد اللحظات ثم... ثم لطمتني فجأة وبدون مقدمات.
نظر إلىّ وكأنني مجنونة أعيش ف كوكب أخر قائلاً لي: كيف ألطمك وأنتِ حبيبتي.. ها هنا أنا معكِ بروحي ووجداني.. فكيف أجرحك إذن؟!!.
وقبل أن أجيبه عن سؤاله واشرح له كيف لطمني أجد يديه بالفعل وهي تبطشني وصوته الحاد في أذنيّ صارخاً: الطعام أحترق وأنتِ بجانبه ماذا أفعل به الآن ... وانهال عليّ ضرباً مبرحاً إلى أن توقف فشعرت في ذلك الحين أنه شبع من ضربي.. فبكيت ربما يرتوي من دموعي.



هدى حسن محمد محمد
11/11/2003

وردة من حبيبي


وردة من حبيبي



كنت بالأمس على الأرض أحيا حياة طبيعية جدا عندما أجوع آكل وعندما أظمأ.. أشرب، جسدي.. يتنفس، قلبي.. يحب، عقلي.. يفكر، أمّا الآن وأنا هنا توقف كل شيء عدا قلبي فإنه ما زال يدق وما زال يحب .. يحب ذاك الذي حرك مشاعري أميال، كل شيء به يشدني إليه، فجاذبيته الرائعة تشد الفتيات الحسناوات، ... كنت دائماً أحاول أن أتقرب منه في حين هو كان يبعد أميالاً وأميال .. كنت فقيرة جداً إليه ولكنه بخل عليّ .. كان بالنسبة لي كل شيء.. كل شيء فيه كان يعد لي حياةً فلونه الأسمر كان أرضي وعيناه كانت روحي وعندما أتحدث مع عقله أشعر كما لو ألمس تفكيره بأناملي مازلت أتذكر رسالة من رسائلي التي قلت له فيها أنه من رحمة الله علىّ وقد أمرنا الرحمن بألا نقنط من رحمته أبداً ولكنه استقبل الرسالة ببرود شديد جداً وكأنه يقول لي بهذا البرود وأنا آمرك ِ بأن تقنطي من رحمة الله لأنه من المستحيل بأن يأتي يوماً وأحبك فيه, وبعد كل هذا تتوقعون مني أيها الموتى بأن أصيح مثلكم أطلب العودة للحياة ... لقد رحل عني "أوسم" في حياتي فلما أطلب أن أرجع له بعد مماتي.. هل سيحبني بعدما أعود للحياة كان أحبني حينذاك ..هل تسمعون أيها الموتى صوت ما يناديني إنه صوت "أوسم" إنه يقول لي : أين أنتِ في حياتي يا "سلمى" ؟ إنني محتاج إليكِ..
- خسارة أنك لن تسمعني لأن الأحياء لا يسمعون الموتى وأحياناً لا يسمع الأحياء الأحياء مثلهم ، مثلك تماما لم تسمعني في حياتي ولن تسمعني بعد مماتي.
- حبيبتي"سلمى" مشتاق إليكِ ومشتاق لحبك .. أريد أن آتي إليك وأحيا بحبك .
- وأين كان حبك وأنا بين يديك ، هكذا أنت طالما الشيء ملكك لا تشعر بقيمته إلاّ إذا ضاع منك... ثم منذ متى وأنا حبيبتك ؟!؟!.
- حبيتي "سلمى" سأذهب لأموت وحينها لن أفارقك أبداً ولن أبعد عنكِ لحظة و سنحيا بحبنا في دار الخلد.
- لا .. لا تأتي أرجوك ..تمتع بحياتك .. فقط ما أطلبه منك أن تتذكرني وتتذكر حبي لك.
- حبيبتي "سلمى" انتظريني سآتي محمولا في تابوت .
....... وسار ماشياً راحلاً بعيداً عنها وهو على الوعد الذي وعده لها وتركها حائرة بين فرحها وحزنها فهل تفرح لمجيئه لها أم تحزن لأنه سيلقب بـ"أوسم" المتوفى بدلا من "أوسم" الحي الذي يرزق، ونفذ وعده ولكن في هيئة متغيرة فقد عاد لها حاملاً وردة رقيقة تعبر عن رقته وفيها ملامحه ومعه فتاة حسناء ثم قال:
آسف يا"سلمى" فلم أستطع أن اترك حياتي التي سأحياها مع تلك التي أحببتها في حياتي وحياتها .
........... وترك لها الوردة ثم رحل كعادته وبعدها تنهدت "سلمى" ثم قالت :
تكفيني وردة من حبيبي.


هدى حسن محمد محمد
خريف 2000

الآن تحييني



الآن تحييني
امسك بالسكين طالباً من الله السماح ثم رشقها في صدري .. تهللت أساريري .. ولكن .. رفع يده بعيداً عنى .. حزنت .. عاود طعني بالسكين .. اندهشت .. قبّلني .. توقف النزف .. جاء بسيفٍ وقطعني إرباً .. تناثرت .. حاولت الاقتراب منه فلم أجد مني ما يقترب إليه .. صرخت .. حزن من أجلي .. وكان بجواري عندما جاءتني نوبات عشقه،، فندم .. توسلت إليه واستحلفته بالسكين ألاّ يتركني .. فاستعطف .. عشنا وهماً .. ثم .. رفض ذلك الوهم .. فما وجدت حلاً غير أن أرحل .. فتوفيت .. بكيت عندما وجدته يضع على قبري زهرة العشق ويقول : سامحيني يا حبيبتي فإنني حقاً أحبك .. تنهدت قائلة : قد كنت سبباً في موتي ، ولكنك الآن تحييني.

هدى حسن محمد محمد
24/5/2003


انهيار


انهيار 


وجدتني مبعثرة بين هنا وهناك؛ حزنت على نفسي فحاولت إقناعي بأن هذا من سنة الحياة.. ثم آمنت بأن بكل منا إنساناً مبعثراً فأصبح كل شيء مباحاً مادمت مثل كل البشر... وتتسع الفجوة بيني وبين نفسي وجسدي وروحي.. حتى اللحد لم يستطع أن يلملمني واحتار في أمري فبصقني للحياة وأعادني إليها بعدما جربت الموت كما عدت إلى أجزائي المبعثرة لألملمها... ذهبت إلى مبادئي فلم أجدها... ذهبت إلى جسدي فقال لي:
ـ إنني أكرهك ولن أرجع لكِ أبداً.
ـ ولماذا تكرهني.. أنا لم أغضبك في شيء؟.
ـ إسألي روحك وستجيبك عن سؤالك.
.... ذهبت إلى روحي مهرولة ربما أفهم ما يحدث بي وسألتها عن ما يدور حولي فأجابت قائلة:
ـ قذفتِ بنا كالحجارة ولم تحاولي تجميعنا ثم رحلتي عنا.. ومن الطبيعي أن ننساكِ كنسيانك لنا.
........ استغثت بضميري كي يقنعهم بالرجوع.. فلم يجيب.. بحثت عنه في كل مكان.. فلم أجده... تعجبت جداً وأنا أجد التراب الذي أقف عليه يناديني.. نظرت إلى ما تحت قدماي فسألته قائلة:
ـ لماذا تناديني؟!.
أجاب:
ـ لأن ضميرك بحوزتي وأنتِ لا تدرين بموته.
....... انهمرت عبراتي ونفسي تنهار كالبنيان ولم يبقى مني جزءاً.




هدى حسن محمد محمد
خريف 2002

2008-06-02

وقت الرحيل


وقت الرحيل

رأيت عصفوراً يبكي حسرةً وندماً؛ تعجبت من ذلك العصفور كيف يبكي سيولاً وهو صغير الحجم، اقتربت منه... سألته عن سبب بكائه ومن أين يأتي بهذه الدموع حتى أبكي معه... أجابني والحزن واضح في صوته: لقد حدث ما لا يحدث لعصفورٍ قط... لقد ذهبت للحقل المجاور حتى أجد رزقي هناك وكعادتي اختار ما أشتهيه من حبات سنابل القمح ويوماً كبقية الأيام ذهبت لنفس الحقل ووجدت سنبلة قمح مختلفة تماماً عن بقية السنابل التي رأيتها في حياتي فتقدمت إليها كي أسد جوعي؛ فقالت لي وهي تبكي: أرجوك لا تأكلني وأعدك بأننا سنكون أصدقاء؛ .. اندهشت من تلك السنبلة.. كيف تعدني بشيء كهذا رغم أنها ليست دائمة في الحقل فبالتأكيد سيأتي يوم ما وتحصد فيه بيد الفلاح،وأنا ليس دائم الشبع فسيأتي اليوم الذي سأحتاجها فيه كوجبة غذائية ، فكيف إذن لصديقين أن يعيشا في سلام وأحدهما يعلم أنه سيرحل عن الآخر أو سيغدر به، ثم وضحت لها ما يدور برأسي الصغير ولكنها أصرت على صداقتنا قائلة: هذا حقيقي فسيأتي يوم ما وأحدنا سيرحل عن الآخر وهذا من الطبيعي جداً لأي صديقين فلما لا نكون أصدقاء ونفعل مثلما يفعل الكثير.
... وللأسف قبلت ذلك العرض ومع مرور الوقت أحببتها... نعم أحببت تلك السنبلة ولم أغدر بها، ولكن... جاء وقت رحيلها عني.. وقت الحصاد، رجوتها بألاّ تتركني وتذهب بعيداً،، ولكنها قالت لي: نحن متفقان من البداية بأنني سأفارقك قبل غدرك بي حتى نصبح صديقين للأبد.
.. قلت لها وصوتي مختنق من الدموع: ولكني لم أغدر بكِ فلما تغدرين بي إذن؟.. لقد أحببتك ولن أغدر بكِ أو أخونك أبداً فلا تفارقيني بعدما تعلقت بكِ.
تنهدت لمللها مني وقالت وهي تعجل بالرحيل: حتى عندما نصبح عاشقين فسيأتي يوم ما وأحدنا سيرحل عن الآخر.. والآن جاء وقت الرحيل عنك
.
هدى حسن محمد محمد
1999